من بين الكائنات التي خلقها الله عز وجل، تأتي الملائكة ككائنات خاصة بصفاتها الفريدة والمتميزة، فقد خلق الله الملائكة ليكونوا من الكائنات المخلصة له والمؤتمنة على تنفيذ أوامره، وإن خلق الملائكة يمثل جانبًا هامًا في الدين الإسلامي، حيث تمتلك الملائكة صفات فريدة وخاصة تميزها عن سائر الكائنات، ويمكن تقسيمها إلى صفات خُلقية وأخرى خَلقية
الصفات الخَلقية
يطيعون الله ويعبدونه
طاعة الملائكة وعباداتهم لله هي جزء لا يتجزأ من طبيعتهم، إذ أنهم ملتزمون بطاعة الله بلا كلل، كما أشار إليه القرآن الكريم: “لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون”، وبالتالي فإن الله لم يخلق في الملائكة أي رغبات أو شهوات للقيام بالمعاصي، بل هم مخلصون ومتفانون في طاعة الله.
كرام بررة
وصفهم الله عز وجل بأنهم كرام بررة في القرآن الكريم في قوله تعالى “بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ”، إذ أن الملائكة هم سفراء لله على الأرض، ويتميزون بأخلاقهم وأفعالهم الصالحة، ورويت أحاديث صحيحة تصف حياءهم وورعهم.
صفات خُلقية
الملائكة من نور
صنع الله عز وجل الملائكة من نور، ولا يمكن للبشر رؤيتهم، كما طهرهم الله من الوقوع في المعاصي، وميزهم عن صفات البشر، فهم لا ينامون ولا يأكلون، ولا يمكن وصفهم بأي جنس أو تأنيث. إذ قال عز وجل: “وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ، فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ”. وبرأهم الله تعالى من ادعاء الكفار بأنهم إناث وأنهم بنات الله، حيث قال الله تعالى “وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ ۗ مَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ”.
الملائكة مخلوقات جميلة
جمال الملائكة هو من خصائصهم التي خلقهم الله عليها، إذ يذكر القرآن في وصف جبريل: “عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى”، و(ذو مرة) تعني جميل المظهر.
القدرة على تغيير هيئتهم
أعطى الله تعالى الملائكة القدرة على التحوّل والتجسّد بصور غير صورهم الأصلية التي خُلِقوا بها، وثبت في السنّة النبوية أن الملائكة ظهروا بصورة البشر عندما أتوا إلى إبراهيم -عليه السلام- وعندما زاروا لوطًا، كما تجسّدوا بصورة جميلة أمام مريم -عليها السلام- عند ولادتها.
الملائكة تملك أجنحة
ثبت وجود أجنحة الملائكة وفقًا للنصوص الشرعية الموجودة في الكتاب والسنة، كما يشير القرآن الكريم إلى أن الملائكة لها أجنحة بأعداد مختلفة، يقول الله تعالى: “الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
